مقاربة التدريس بالكفايات 2 : شرح المفاهيم والمصطلحات (2.شروح وأمثلة)

مفاهيم : الكفاية - الكفاية الأساس - الكفاية المستعرضة :                                         تعدّدت مجالات استعمال مفهوم الكفاية منذ نشأته في المجال العسكري الحربي ولم يستعمل في المجال التربوي التعليمي إلا خلال العقود القليلة الماضية، مستفيدا من أوجه الشبه الكثيرة بين المجالين المذكورين من حيث الانطلاق من استراتيجيات، وضرورة التدريب، وصعوبة الانتقال من النظرية إلى التطبيق، والأهم من ذلك كله التشابه بين المجالين من حيث التعامل مع أفراد، بما يقتضيه هذا التعامل من معرفة بالجوانب الفيزيولوجية (البدنية والصحية..) والنفسية والاجتماعية وغيرها من الجوانب ذات الصلة بالعنصر البشري . وتعددت أيضا تعاريف الكفاية بمفهومها التربوي اتكويني بتعدد الباحثين وتعدد الاتجاهات والتيارات البيداغوجية، غير أن تعاريف مفهوم الكفاية في معظمها تجمع على بعض الثوابت منها :                                                                                                       - أن الكفاية قدرة أو مجموعة قدرات - أنها كامنة ولا يمكن ملاحظتها إلا من خلال إنجاز مستوف لمعايير معيّنة - أنها قابلة للاكتساب - أنها قابلة للإنماء والتطوير، بتنمية القدرات المُشكّلة لها - أنها يمكن أن تكون شفوية أو كتابية أو عملية - أن الكفايات ضرورية للفرد ليحل مشاكل أو ليتجاوز معيقات ذات طبيعة مركبة، أي مشاكل ومعيقات تشبه تلك المحتمل مواجهتها في الواقع الحياتي المركب بطبيعته...                                                                                                                                                                  وغالبا ما يقترن تحديد كفاية من الكفايات أو تقديم مثال عنها، بضرورة تحديد إطار زمني كتحديد المستوى العمري أو الدراسي للفرد المعني باكتساب الكفاية، كما يقترن تحديد الكفاية بضرورة تحديد المجال المعرفي أو المهاري المقصود، فالكفاية اللغوية الشفوية مثلا تنمو باستمرار مع مرور الزمن بتوالي التدريب والممارسة، و ليست الكفاية اللغوية الشفوية لمتعلم المستوى الأول أو الثاني ابتدائي تماثل  من حيث درجة التركيب الكفاية اللغوية الشفوية لمتعلم المستوى السادس أو الإعدادي، لذلك يُصطلح حول الكفايات "المدرسية" ب"الكفايات الأساس " ويتم جعل اكتسابها من لدن المتعلم شرطا لانتقاله إلى مستوى دراسي أعلى وبالتالي انتقاله بشكل من الأشكال إلى مستوى أكثر تطورا من الكفاية اللغوية الشفوية نفسها. كما أن بعض الكفايات هي على درجة من التركيب و"الشساعة" إن شئنا، بحيث يستحيل حصر اكتسابها في المجال التعليمي المدرسي مثل كفايات التحليل أوإبداء الرأي، لأنها كفايات يطول زمن اكتسابها ويبقى نماؤها مستمرا ومفتوحا، وتلك هي الكفايات التي يُصطلح حولها ب"الكفايات الممتدة أو المستعرضة ". في الجانب العملي سيُكتفى بترويج واستعمال مفهوم الكفاية الأساس التي يستغرق اكتسابها سنة دراسية كاملة في كل مادة وبكل مستوى دراسي، ويمكن هنا استحضار المثال المقدم في الصفحة السابقة حول الكفاية الأساس : " في نهاية السنة الأولى، ينتج المتعلم  شفويا في وضعية تواصل دالة، نصا سرديا و/أو وصفيا  و/أو حواريا من ثلاث جمل، معتمدا على صور، موظّفا رصيده اللغوي ومكتسباته  في النطق والأداء المعبر، وفي التراكيب والصّرف والتحويل، وفي أساليب السرد  و/أو الوصف و/أو الحوار. " ويلاحظ في هذا المثال التركيز على الإنتاج أو الإنجاز ومواصفاته باعتباره السبيل الوحيد إلى تبيُّن اكتساب الكفاية من عدمه وكذلك درجة ذلك الاكتساب.